رسالة ابعثها لمن هم مثلي حالهم المعاصي والذنوب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
اما بعد :
هذه رسالة ابعثها لمن هم مثلي حالهم المعاصي والذنوب اقول لهم بكل سراحة وبكل شفافية
وليعذروني ان قسوت في اسلوبي لكنها قسوة محب وشدة ناصح لنفسه قبل غيره فلتقبلوها من اخيكم .
عندما يخيم عليك ظلام الحزن والهم و عندما ينتصر عليك عدوك بمعونة من نفسك على نفسك
و ميل منك تبعا لهواك فإن الحزن يكون أعمق بقدر لا يحتمل
هناك يكون لتأنيب الضمير والندم الدور الكبير في حزنك و معاقبة نفسك.
سوف تسمع تلك الزفرات وتلك الآهات المحرقة سوف تسمعها تسر من الاعماق قبل أن تنطلق بذلك الصوت المصحوب بحرارة النفس وحرارة تلك القطرات المالحة.
هذا كله سوف تحسه وتراه عندما تعصي الاله عندما تغيب عنا المراقبة عندما نغفل عن قوله تعالى(( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور )) عندما نغفل عن قوله: (( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)))
عندما نغفل عن قوله (( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ())
كل هذاا يغيب بسبب غياب ونقص الايمان وضعف قلوبنا وضعف ايماننا بلقاء الله و حسابه لنا فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( من نوقش الحساب عذب ))او كما قال عليه الصلاة والسلام
نعم إنا غافلون عن هذا كله.
نعم انا محاسبون على الذرة و نحن نعمل معاصي أهونها يجثم على الصدر كأنه جبل لا تستطيع الحراك من ثقله فهل احسسناه بأنفاسنا الثقيلة بسبب ما تحمله صدورنا من تلك المعاصي.
نعصي و نقول غدا نتوب فإذا جاء الغد اخذتنا الغفلة وأخذنا الشوق الى تلك المعاصي ونسينا ذلك الهم والحزن و الندم وتلك الزفرات التي تطعن في القلب كالسكاكين فعملنا ما كنا نعمل من سوء
فنرجع ونتوب و نستغفر و نقول غدا نتوب وهذه هي الحال فإذا الغد اصبح سنين وشهورا فاذا به عمر ونحن نقول غدا نتوب!
لقد ألهانا الشيطان وجند لنا جنوده من اجل ان يصدنا ويبعدنا عن طاعة ربنا و يبعدنا عن راحـة أنفسنا و طمأنينتها و انسها بربها وكل ذلك بمعاونة أنفسنا فياعجبي؟
كل يوم نسوف بالتوبة او نتوب توبة تحتاج الى توبة ونحتج بقولنا (إن الله غفور رحيم)) وننسى ان ((الله شديد العقاب)) ننسى أن قبورنا تبنى ونحن ما تبنا ننسى ان القبور نور لاهل الطاعة وظلمة لاهل المعصية فأي قبر ستختار لنفسك؟ننسى ان الجنة للمتقين و ان النار للعاصين
كم غفلنا وكم نسينا وكم لهينا وكم ذهب من اعمارنا على معصية الله و بغير هدى يالها من حسرة و يالها من ندامة هل سنقول (( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)))

ام سنقول (( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) ))
هل نرضى ان تكون حياتنا ظلمة وجحيم
ام سنجعلها نور ونعيم
هل ادرك كل منا معشر العصاة ان ما نقدم عليه جناية على انفسنا رغبة منا
هل نحن سذج الى هذا الحد يقول الله اطيعوني فنعصاه ويقول اتقوني ولا نخشاه ونعصيه على مرآه لقد ذهب الخجل وقل الحياء منه
إنما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
يا أسفي على نفسي وعلى من كان مثلي غارقا في العصيان
بسبب ذنوبي حرمت العلم و الرزق والتوفيق حرمت فعل الطاعات حرمت لذة القرآن
بسبب ذنوبي استنكرت نفسي التي بين جنبي فلم تعد تلك نفسي
بسبب ذنوبي أشعر بالغربة و الوحدة
بسبب ذنوبي أِشعر بالضيق والكدر
بسبب ذنوبي كرهت نفسي و كرهني الناس
هذا كله يحصل لكل عاصي سواء شعر به ام لم يشعر و إن لم يشعر بذلك فهذا ميت القلب نعوذ بالله من ذلك هذا حالنا في الدنيا فكيف هو حالنا في البرزخ والاخرة إن لم نتب
و لكن أخي الحبيب هناك أمل وهناك فرج و هناك نور وضاء يتلألأ هناك التوبة والرجوع الى الله بصدق والله ييحب التوابين و تذكر (( ان التائب من الذنب كمن لا ذنب له )) كما قال الرسول الكريم
هناك رب رحيم يحب من تاب اليه ورجع هناك رب يأخذ بالذنب ويتجاوز عنه (( ويعفو عن كثير ))
هناك رب يقول (( استهدوني أهدكم ))
هناك رب يقول (( ادعوني استجب لكم))
هناك رب يقول (( هل من سائل فأعطيه ))
هناك رب يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل
هناك التواب هناك الغفور هناك العفو هناك غافر الذنب هناك الرحمن الرحيم هناك من بيده ملكوت كل شيء سبحانه غافر الزلات جابر العثرات مزيل النقم كاشف الكربات.
فلنمد ايدينا إليه نتوسل اليه ان يعفو عنا ويهدينا ونساله سبحانه بأسمائه وصفاته وانه الحي القيوم ان يحيي قلوبنا ويزينها بالايمان و ان ينورها ويبصرها فلا نعمل الا ما يرضيه عنا وما يحب
وما يرفع درجاتنا عنده و نسأله سبحانه أن يجنبنا الذنوب والمعاصي والفتن ماظهر منها وما بطن وأسأله ان يوقضنا من غفلاتنا ويرحم ضعفنا ويغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات
وصلى الله على نبينا محمد